رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
محمود عبد الحليم
رئيس التحرير التنفيذي
فريد همودى
ads

نعم رجال الأمن رجالنا

الإثنين 15/فبراير/2021 - 07:14 م
الحياة اليوم
عاطف عبد الفتاح صبيح
طباعة


يقومون بمهمة صعبة في فترة حالكة.. اختارهم الله لها لأنهم أهل لها 

مسالمَة من يحاربك ليست تسامحًا.. وليكن قَدْرنا وتضحياتنا بقدر عظمة مصر وأبنائها الساهرين على أمنها

 

هذا المقال كنت نشرته بجريدة "المسائية" في أول يناير عام 2011 بجريدة المسائية (الأخبار المسائي حاليًّا)، وأجد أننا بحاجة لإعادته؛ فنحن لا نتعلم الدرس من أول حصة.. بدليل أننا نعيد نفس الأخطاء، وننصاع وراء شعارات زائفة للوقيعة بين أفراد المجتمع.. وأهمهم الأمن.

 

نعم رجال الأمن رجالنا.. فهم مصدر الأمن والأمان لي ولك وللدولة المصرية.. وأحمق من يظن أننا في منأى عن المؤامرات.. المنطقة تشهد صرعات عنيفة.. يشعلها معسكر الشر الخارجي.. يدفع المليارات لإضعاف لدولة التي ستظل إلى يوم القيامة.. ستظل بسجايا أهلها، بقوة أمنها، بعظمة جيشها. هي حقيقة يدركها جيدًا، لكنه العناد الذي يؤدي إلى الكفر بكل الأعراف والمبادئ وثوابت الكون.

عندما أجد الأمن منتشرًا، أشعر بسعادة أنني أسير في أمان.. وعندما يتم تفتيشي، فإنني أقدِّر ذلك الجهد الجهيد لمن يسهرون لنومنا، ويتعبون لراحتنا.

لا تظن أن انتشار الأمن فسحة، إنما هو كَدٌّ وكدح وتعب.. هم يتعبون، ويعانون من أجلنا.. ولولاهم لآلَ بنا الحال إلى دول كثيرة عن أيماننا وشمائلنا "ويُتخطَّفُ الناسُ من حولِهم".

نعم رجال الأمن رجالنا.. يقومون بمهمة صعبة في فترة حالكة.. اختارهم الله لها؛ لأنهم أهل لها؛ لذا لا تتبرم عندما يوقفونك لتفتيشك؛ لأنه لأمنك ولسلامتك من أولئك الدهماء الذين يحيكون لمصر، ولا يعنيهم سوى الأموال التي تنهمر عليهم من معسكر الشر اللعين.


والآن أنقل لكم من مقالي السابق المنشور في يناير 2011، وأرى أننا بحاجة لقراءته مرة أخرى:

الأمن اليوم على كاهله مسئوليات جسام، والموضوع ليس هينًا.. في ظل التربص بمصر، وكل من ينكر المؤامرة هو فى نظرى متآمر بشكل ما.. وليس مجرد متخاذل أو خانع.. بل متآمر بمعنى الكلمة؛ لأنه لو كان أعمى يمكنه أن يحسِّس ويتأكد بنفسه مما يدور حولنا.. السودان دمقرطوها لتنقسم إلى دولتين بانتخابات حرة! ومن قبلها العراق دمروها من أجل أن يرسوا مفاهيم جديدة للحرية والديمقراطية! ولا يعلم مصيرها إلا الله.

الأعداء الكثيرون المتكالبون علينا لهم أعوان فى الداخل والخارج، من إخوتنا وجيراننا، وعلى كل الأصعدة يُصعِّدون كل شىء وأى شىء، يدفعونه فى قلب المحرقة التى يحلمون بإشعالها فى نسيج المجتمع.. وبعض العوام ينساقون وراءهم دون وعى.. ولكن الفترة الحالية لن يُقبَل فيها أعذار.. الكل يجب أن يعى هذا تمامًا، ويوعَى لنفسه، ولا يجعل من نفسه ثغرة ينفذ منها سوس التخريب، بل يقف على ثغرة فلا تؤتَى مصر من قِبَلِه.

أعلم أن العمل المرهق فى ظل طوارئ وتربُّص ومفاجآت وكوارث..... كل هذا على أعصاب رجال الأمن، ولكن لا تنسوا أنكم أنتم طوق النجاة لنا جميعًا، فاجعلوا من نبل وعظمة وضخامة الغاية حافزًا لكم على تحمُّل الضغط العصبى العصيب فى هذه المحنة الزائلة بإذن الله كما زال غيرها كثير ولم يدرِ أحد بما بذلتم لزوالها.

ولتكن المحنة التى نحن فيها منحة لتلاحم وتكاتف كل أفراد الشعب، فرجال الأمن من الشعب، وهم فى النهاية إخوتنا وآباؤنا وأبناؤنا، فلنتماسك جميعًا فى مقاومة شعبية لمواجهة الحرب القذرة التى تتعرض لها أمنا الغالية مصر.. ولا نخوض مع الذين يخوضون فى المياه العكرة. هؤلاء مهما كانت درجة قرابتهم أعداء لنا جميعًا.. لنلفظهم، وننبذهم، ونفدِ وطننا وأبناء وطننا بأرواحنا.

قد لا يدرك بعضكم الكارثة التى تدبرها خفافيش الظلام لنا.. لكى نعيش فى فوضى يتبعها هلاك.. الذين لا يريدون لمصلحتهم إلا أن تكون باحتلال الدول، والذين لا يجدون مصلحتهم إلا فى خيانة الوطن.. هؤلاء وأمثالهم يجب محاربتهم بمنتهى القوة كما أنهم يحاربوننا بمنتهى القسوة.

إن مسالمة من يحاربك ليست تسامحًا.. وسكوتك وإغماض عينك عمن يحيك لنا مؤامرة ليسا إيثارًا للسلامة، ولا يجب أن يؤخذ تصرفك بحسن نية فى تلك الظروف العصيبة.

 لقد مرت مصر بمنعطفات كانت كافية للقضاء علينا تمامًا، لكن القيادة الواعية أحسنت التعامل معها.. فيجب أن نشكر العقلية التى تجيد إدارة الأزمات، ولا نردد كالببغاوات الشعارات التى يراد بها باطل.

إياكم والغفلة.. فالغفلة أو حتى الغفوة تولِّد المفاجأة؛ لأن الحرب خدعة، والمخادع عدو، والمخدوع كارثة، وبين الاثنين تضيع دول وشعوب، فإن لم تكن مصر دولة عظمى تطمح إليها الدول، فإنها تصبح الدولة التى تطمع فيها الدول العظمى.. هذا قَدَرنا، فليكن قَدْرنا وتضحياتنا بقدر عظمة مصر وأبنائها الساهرين على أمنها.


*****************************************

مقالات أخرى للكاتب

رصيف العجوز أعظم من عرش الإمبراطور

ابني الذي لم أنجبه

لولاها ما كانت الحياة حياة

المؤمن عزيز وسيد الكون

تخليق كورونا: الجينوم| كريج فينتر| فرانسيس كولينز| بيل جيتس| هوبكنز

Me before you.. كيف ضفَّرَ المؤلف المنطق والوجدان لنهاية حتمية؟

هزار ومقالب.. الإسلام عدو الكآبة وثقل الدم

كيف دلع الإسلام المرأة

كائن منقرض اسمه «الذوق»

ولكنكم تستعجلون


                                           
ads
ads
ads