أسرار الـ "ولا حاجة"!
سيداتي آنساتي سادتي، سيبنا من الهزار وتعالوا نتكلم جد كام دقيقة، بدأ المقال بسؤال في الطبخ.
س: مين اللي حسم قضية الخيار؟ وإنّ مكانه الوحيد طبق السلطة والمخلل؟ رغم إنه ممكن يتقطّع وينطبخ زي الكوسة، أو يتحشي زي البتنجان؟!
ردت عليا صديقة قالت: جربته مرة وطلع ما لهوش طعم.
سألتها: حاولتي تاني تجربي وتكرري المحاولة، وتكبَّري حجم القطع، أو تقللي زمن الطهي، وتظبطي التوابل؟؟ ولا بمجرد فشل المحاولة الأولى قررتي عدم تكرارها وقلتي يععع؟
بالرغم من إن الأكلات المتعودين عليها ممكن تبوظ مننا ألف مرة في بداية دخولنا مطبخ الحياة، ونرجع نعيد المحاولة ونكرر ألف مرة واحنا متأكدين من نجاحنا في المرات القادمة، لمجرد إننا شفناها قصاد عنينا من واحنا صغيرين!!
ساعات لما بنسافر خارج بلادنا ونمشي في الشوارع، بنشم ريحة أكل تحفة نقول:
الله على الروعة والجمال!
ولما نسال إيه الريحة الحلوة دي، ويقولوا لنا: شوربة ضفادع أو لحم حصان مشوي أو لحم ترسة بحرية مسلوق (سلحفاة مائية) الخ! حواجبنا تترفع وأسناننا تجزّ ونرجع خطوة لورا ونقول: يعععععع.. إيه القرف ده!
لمجرد إننا مش متعودين على الـ "يع" اللي بياكلوه.
ولحظة ما نرجع بلادنا، ونتمشى في شوارعها بين البيوت نقول: الله.. إيه الروعة دي!
ريحة فسيخ وملوحة ورنجة وكوارع وممبار، ومِشّ وجبنة قديمة وتقاطيع بسطرمة ما لهاش حل.
لمجرد إننا مصريين متعودين على طعمهم من الصغر.
والعادات أصبحت عبادات، واحنا مش داريين، واحتار الغلبان يدبح أبو قردان
ويطبخه على حلة ملوخية خضرا، ولا يطلع حرام شرعًا؟!
إحنا ليه ما بناكلش أبو قردان؟! وإيه حدود الشرع في الأكل بين الحرام والحلال؟!
فكر وابحث وحط النقط على الحروف.. اتعلم وعلم ولادك الصح من الغلط، واخرج من دايرة الموروثات (لو كانت غلط).
أبسط مثال سألته لعشاق محشي الكرنب وورق العنب: عارفين إن محشي ورق الخس أروع من الاتنين؟ والأفضل منهم محشى السلق وورق اللفت وورق بنجر السكر، والأروع منهم محشي الشبت اللي بيتساب في الأرض يكبر ويحطوه جنب بعضه، ويلفوه على الحشوة، يطلع صوابع يترص في الحلة، زي الكنافة المحشية بالظبط !!
وده اللي كتير مننا يجهله مع إن كلنا مصريين !!
وزي ما شفت حجم الدهشة والاستنكار في وجوهكم وانتم بتسمعوني هاقول لكم على الكبيرة.
طريقة عمل (الولاحاجة)!
أيوه اسمها كده ما تضحكوش، ضيفوا معلقتين سكر حلو على معلقتين ملح حادق،
وأشعلوا عين البوتوجاز الكبيرة 20 دقيقة، وادلقوا عليها شفشق مية سقعة لمدة 30 ثانية.
ضعوا كوب حليب وليمونة ومعلقة شاي في غرفة مظلمة لمدة نصف ساعة، ونوروا عليهم النور فجأة وزغردوا، وبعد نصف ساعة من تعب تحضير الوجبات ومعاناة المطبخ في عز حر الصيف، ارموا الخليط في الباسكيت، وقدموا بداله طبق قش رز ناشف!
وبعد ما تمضغ وتتعِب فكك وأسنانك ومعدتك، هتلاقي الفايدة = ولا حاجة!
كلامي مش هزار. ده بالفعل اللي بنعمله من عشرات السنين، وورَّثناه لأبناءنا واحنا مش فاهمين.
شاي بلبن = ولا حاجة
شاي بليمون = ولا حاجة
موز بلبن = ولا حاجة
جوافة بلبن = ولا حاجة
كوباية شاي بعدها تفاحة أو كمثرى = ولا حاجة.
ناكل أكلة غنية بعنصر الحديد ونحبس بشاي ولا حاجة، والاسم بناكل كتير والأكل طِعِم والفايدة صفرررررر؛ لأن فيه عناصر غذائية لما بنخلطها بتفسد بعضها، وكل عنصر بيخلي التاني يفقد أهم ما فيه، وكذلك الأدوية اللي بنتناولها بدون مراجعة طبيب على علم بباقي الأدوية اللي بنتعاطاها.
وصلت المعلومة؟ بالهناء والشفاء.
***************************************
مقالات أخرى للكاتب:
حقوق الإنسان وسر طاقية الإخفاء
جنون المراهقين عباقرة المستقبل
